هذا مجتمع من غير مجتمعنا ، وملة من غير ملتنا إنها جاهلية القرن الحادي والعشرين ، ولم تكن حياة الجاهلية لدى العرب القدماء تختلف عنها بكثير ! غير العرب في الجاهلية لم يكونوا ليتزوجوا بأمهاتهم ولا بأخواتهم ، ولكن النظام القبلي كان يفرض على الابن الأكبر أن يتزوج كل نساء أبيه مهما كان عددهن، ولولا أن أنقذنا الاسلام لبقينا على تلك الحال إلى اليوم ! فالحمد لله على نعمة الإسلام التي من بها علينا وأخرجنا من الظلمات إلى النور، ولعل الجاهلية الأولى أخذت تعود من جديد فظهرت أمور غريبة ، منها ما ظهر السنة الماضية في أمريكا أن قسا تزوج بزميل له وقد تم عقد القران في كنيسة مسيحية على غرار ما يجري في بريطانيا التي أصبح الطب بها يجري العمليات الجراحية لاستئصال العضو الذكري لكل من لديه رغبة في منافسة المرأة ، وهي ظاهرة تحميها القوانين الوضعية البريطانية ، وفي بلادنا الإسلامية التي من المفروض أن يقام بها حد الزنا ظهر فينا من تزوج بابنته التي حملت منه ولم يكتشف السر إلى حينما فرت هذه البنت وأبلغت مصالح الأمن ، ولم يتم الفصل في القضية إلى اليوم ، كما قام عم بالاعتداء على ابنة أخيه بعد زواجها بستة أشهر ووقع بها على فراش الزوجية ! كما تزوجت بعض النساء العربيات بأكثر من واحد! وطالبت إحداهن بتعدد الأزواج !.
هذه الأمور وغيرها لم تعد لتخفى على أحد ، ولكن ما أقوله إن الظاهرة إذا لم تتم معالجتها في أول ظهورها تسري مسرى النار في الهشيم وتنتشر العدوى لتصيب من تصيب والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
فاللهم إن كان هذا قضاء منك فلا تدعنا على هذه الأرض الظالم أهلها طرفة عين وتب علينا واغفر لنا وارحمنا ، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم اهد عبادك فإنهم لا يعلمون .