.[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ..
يقول المثل : رب صدفة خير من ألف ميعاد .
من حين إلى حين يدفعني الفضول للبحث عن أمور أعتقد بأنها تافهة ، فكلما سمعت عبارة أو كلمة شائعة أو مثلا يتلى أو يتردد إلا وسألت عنه غوغل ، وعندما دخلت الشات صادفت أحدهم يقول لصاحبه ( طز ! )) فقلت لم لا أبحث عن أصل هذه الكلمة ؟! هذه العبارة التي أصبحت مصطلحا يضرب لكل شيء تافه أو عديم الأهمية ، سألت عنها غوغل فجاءني الرد التالي أنقله إليكم كما هو :
» الطز« والملح
قبل سنة تقريبا اقتحم الزميل حسن العيسى عالم» الطز« واسقط عليه مجمل الإخفاقات وحالة التردي التي نعيشها، وأعطى للكلمة بعدا سياسيا واجتماعيا.
وقبل أسبوع عاود الزميل غازي الجاسم الدخول في عوالم » الطز«من بوابة المعاجم والموسوعات، وأتحفنا بمقطوعة من النقاش الحامي والحاد كعادته، وان لم تشاركه انفعالاته الزميلة مها البر جس. وكانت الحصيلة أن كلمة «طز» لها معنى آخر بعيدا تماما عن معنى عدم المبالاة وعدم الاكتراث، فهي كلمة عثمانية قديمة معناها «الملح»، حيث كان الأتراك إثناء سيطرتهم على المنطقة العربية وفي مراكز التفتيش التي يتحكمون فيها يأتي العرب إلى تلك المراكز ليبادلوا القمح بالملح، وعندما يمر العربي من خلال بوابة «الجندرمة» أي العسكر التركي وهو يحمل أكياس الملح يشير إليه التركي بيده إيذانا بالدخول، من دون ان يعطيه اي أهمية بقوله «طز» «طز» «طز»، فيجيب العربي «طز» بمعنى انه ملح فقط، أي لا شيء ممنوع أو ذو قيمة، عندها يدخل دون أن يخضع للتفتيش، فـ » الطز « هنا تعفي صاحبها من المساءلة وتمنحه حق العبور دون حواجز.
وللملح أيضا حكاية طويلة عبر التاريخ، فلم يكن ذلك المسحوق الأبيض في متناول الطبقات الشعبية في القرون الوسطى، بل كان سلعة نادرة، فقبل اكتشاف الكهرباء والثلاجات، كانت مئات آلاف الأطنان من الأسماك تحفظ بالملح وكذلك اللحوم. وكان الملح يستخدم من قبل علية القوم في وجباتهم. وفي بعض العصور كان الملح يدفع كرواتب للجنود، ومن هنا اشتقت كلمة Salary بالإنكليزية و Salaire بالفرنسية. وكان الملح يهدى في حفلات الزواج.
ومن أطرف الأمور انه تأسست في بداية القرن العشرين شركة للتنقيب عن مناجم الملح في أميركا، وبعد الحفر اكتشفوا نفطا. وفي كندا أسسوا شركة للبحث عن النفط فاكتشفوا منجما للملح!
ومن الطرائف الأخرى إن اليهود في ألمانيا وقبل سوقهم إلى المحارق أخفوا أموالهم ونفائسهم من المجوهرات في منجم للملح، وقد عثر الحلفاء على تلك الثروات الهائلة بعد سقوط الرايخ الثالث وانتحار أدولف هتلر.
يمكن القول أن الملح كان بترول العالم القديم قبل اكتشاف الثلاجة، كما كان الملح يستخدم عند القدماء في صناعة العقاقير الطبية واستخدمه الفراعنة المصريون كجزء من مكونات التحنيط، واليوم يحذر الأطباء من الإكثار من الملح باعتباره عاملاً سلبياً في ضغط الدم، وكانت ثروات الأمم تقاس بكمية الملح التي يمكن استخراجها، مثلما تقاس ثروات بعض البلدان اليوم بكميات النفط والغازات المستخرجة من باطن الأرض.
اعفى العديد من الدول الملح من الضرائب والرسوم والجمارك حتى يتسنى لها الحصول على كميات أكبر من هذه المادة، ويستعمل الملح اليوم في صناعات متعددة خاصة صناعات الأدوية والصناعات المتعلقة بالمواد الغذائية وحفظ الأطعمة.
***********************
الطّشت يقلّي.. ياحلوة يلّي
بعدما أصبحت «خوارزم» تحت سيطرة السلاجقة عام 1041 انتدبوا حكاما من قبلهم كان منهم أسرة محمد أنو شتكين الذي كان أول مملوك للأمير السلجوقي.
المهم في الأمر أن هذا البلاط استحدث وظيفة «الطشت دار» للسلطان ملكشاه، وهذه الوظيفة يقوم بها موظف ديواني مسؤول عن حمل إبريق السلطان وطشته قبل جلوسه لتناول الطعام وبعده، وعند الوضوء، وعليه أيضا الإشراف على تقديم الطعام والملابس والسيف للسلطان والاهتمام بمحتويات غرفته الشخصية، وكان «الطشت دار» يكافأ بقطعة من الأرض فشمل الكرم السلطاني محمد أنوشتكين فأعطاه منطقة «خوارزم» واصبح حاكما عليها.
وكلمة «طشت» في معجم «الهادي الى لغة العرب» تكتب بالسين ــ «طست» ــ وهو إناء من النحاس يغسل فيه ، مستدير، له كفاف حوله، وهو أيضا الطشت والجمع «طسوت » .
وردت كلمة «طست» في كتاب جمهرة الامتثال لأبي الهلال العسكري بفهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي كالقول «أنقى من طست العروس» ، وفي معجم ألفاظ «اللهجة الكويتية» للمؤلفة ليلى خلف السبعان جاءت كلمة «طشت» بمعناها في اللهجة الدارجة بأنه وعاء من المعدن، لغسل الملابس، وهي كلمة أصلها فارسي ومن الكلمات المعرّبة والأصل هي «طست»، ومرادف الكلمة ايضا «ل.كَنْ» وهو إناء للغسل، أو كما ورد شرحه بالمعجم، «وعاء مستدير كالطست تغسل فيه الثياب أو الأيدي او الأرجل».. والجمع «ألْكان» و«الطشْت يقلّ.ي.. يا حلوة يلّ.ي». ]
منـــــــــــــــــقول