أشكرك أختي لي لي على مقالاتك الرائعة التي لا أخفي عليك ولا على الزملاء الأعزاء أنها أثارت في نفسي الحزن والأسى على وضع نحن صناعه.! ، أقول :
صحيح أن الحرية تؤخذ ولا تعطى ولكن الذين يفتكون حريتهم هم الواعون الذين يجدون القائد العالم والصالح الذي يوجههم التوجيه الصحيح ويأخذ بأيديهم إلى بر الأمان بعلم وحكمة لكننا سلمنا في علمائنا فنكلت بهم أيدي الغدر التي تحمل شعار الوطنية وهي للأسف ألد أعدائها ، فأضحينا مكبلين بأغلال يصعب كسرها لأن كلاَّ منا يحاول فك قيده بنفسه بعيد عن التعاون مع إخوانه أشبه بهوام في غابة تنهشنا السباع الضباع وبنات آوى ، إن الذي صفد الأيدي هو الاستعمار بطبيعة الحال الذي أوكل أمرنا إلى سيدنا البيدق الذي عرف كيف يركعنا بوسائله التي لا تحصى كالتجهيل والأمية وزرع الفتنة وإحياء النعرات القبلية والشعوبية...ليصدنا عن عدونا الرئيسي ويجعل منا فرقا تقتتل وتتناحر لأتفه الأسباب ...!
إنه مولانا البيدق الذي جعل منا قطعانا تهيم على وجوهها على غير هدى ، ولا تدري المصير ، ولعل فينا من يعترض على ما أقول فيستدل بالمعاهد والجامعات ووو ... أقول : أين هم خريجوها إن وجدوا ؟ وإن وجدوا فهل هم الآن في أوطانهم ؟ ألم تدفع بهم الظروف وتضطرهم إلى الرحيل فأصبحوا وراء البحار يطورون بلدانا غير بلدانهم إنه مولانا البيدق الذي صنع الأمية التي بفضلها اعتلى كرسي الحكم والزعامة وورثهما للأهل ولذوي القربى ...
أما أدواته فكثيرة منها الغربان الناعبة – السلطة الرابعة – ومؤرخو البلاط الذين يتحملون القسط الأوفر في تخلف شعوبنا من خلال تنميقهم لكل رديء ليظهر في ثوب الحسن ويهتفون بصلاح كل فاسق سلب الحكم من أهله الشرعيين وجسد في الأمة مبدأ " فرق تسد " فاختلت الموازين وصرنا لا نفرق بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام وأضحى رعاع القوم سادة ...! وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال: " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. "
أما هتلر ونابليون فكلاهما كان يحب بلده ويحاول خدمة شعبه ووطنه ولو بطريقة استبدادية فكانت نهايتهما كنهاية كل عظيم ... فالأول أي نابليون مات في السجن بإحدى الجزر الأفريقية بعد أن فرق المجلس بينه وبين زوجته جوزفينا ، والثاني فضل الانتحار على طريقة سقراط بعد أن أجهز على حبيبته إيفا براون على خلاف ما قاله الشاعر العربي.
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت = فأوصي بدعد لمن يهيم بها بعدي !
ولكن كما قال هارون الرشيد مخالفا قول الشاعر :
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت = فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي .
.