أرسين لوبين شخصية ظريفة ابتكرها الكاتب الفرنسي موريس لوبلان و قد لاقت إقبالا عظيما على كتبها من قبل القراء و خاصة المهتمين بدراسة الجريمة و تحليل دوافعها و إماطة اللثام عن مرتكبيها ليقدموا للعدالة .. و البطل ( أرسين لوبين ) يتميز بالنبل و الشرف و الشهامة فهو لا يهدف من وراء مغامراته إلى الثراء أو كسب المال و الانتقام من خصومه إنما يكرس حياته للكشف عن الجريمة و تعقب الجناة و تقديمهم للعدالة وهي صفات يتوفر معظمها في أرسين لوبين الجزائر ! و قد تحدى ( أرسين لوبين ) ابرز رجال الشرطة و المفتشين في عصره في فرنسا و انكلترا و الولايات المتحدة حتى أطلق عليه لقب الرجل ذو الألف وجه ..
يقيم آرسين لوبين الجزائر بحي الصرول (الصنوبر) بمدينة عنابه الذي يقضي به يومه نائما هادئا تحرسه عناية سكان حيه من الفقراء وتبلغه عن تحركات رجال الشرطة أو الدرك (الجاندارما) بعد أن زودهم بهواتف نقالة ، و هؤلاء يؤدون نشاطهم لما يتلقونه من إعانات مادية عجزت الدولة عن تقديمها لهم ، فهو يعطي ويجزل بل ينفق معظم ما يؤول إلى يده من مسروقات على سكان حيه وبعض المساجد التي هي في طور الإنجاز لينال رضى الله وثوابه وينال بجدارة لقب اللص الظريف !
أما نشاطه هو وعصابته المقدر عددها بنحو 50 فردا يستعملون الأسلحة البيضاء ، فيبدأ عند منتصف الليل بقطع الطريق الوطني الرابط بين مدينته ومدينة قسنطينة على المسافرين من أصحاب السيارات الفخمة والمرفهين منهم فيغتصب ما كتب له ثم يعود بغنائم توزع على الفقراء والمساكين والمساجد.
صاحبنا صدر في حقه أكثر من 30 أمرا بالقبض عليه وعلى مساعديه ، وقد كانت آخر محاولة للقبض عليه منذ أسبوعين عندما اقتحم رجال الأمن مقر سكناه لكنهم قوبلوا بمواجهة عنيفة من أقاربه وسكان الحي وقامت النساء بإشهار الخناجر في وجه عناصر الدرك الذين كانوا في زى مدنى أثناء العملية ومنعوهم من القبض عليه وساعدوه على الهروب إلى الغابة المجاورة .