انا طفل من أطفال الأرض المباركة، أنا طفل يحمل غصن زيتونةٍ شامخة، أنا طفل من أرض الإسراء والمعراج، أنا طفل يحمل الحجر المبارك ليدافع عن ثرى الوطن الغالي. أريد أن أعرفكم بهويتي:- اسمي على أغصان الزيتون وصخر الأرض محفور. مكان ولادتي في أرض أحرقتها وحوش الغابة والنمور. تاريخ ميلادي يوم انطلقت انتفاضات هذه الأرض الطهور. عمري بدأ منذ بدأت نكبة التشرد من الوطن المقهور. هل عرفتم من أنا؟ هل تذكرتم ما عانيته أنا ومَن مثلي؟ هل عرفتم من أي بلاد أنا؟! حسناً سأختصر عليكم الإجابة، أنا من أطفال فلسطين، ومعاناتي أكثر من رمل البحر والطين، أنا طفل مشرد في خيمة لاجئين، أنا طفل بائس حزين. أتعرفون لماذا؟! لأنني أعاني الكثير الكثير. فأبي في سجون الاحتلال يقبع، وبيتي تحت الأرض يدمع، وأخوتي على فراش المقاومة يتألمون، وأمي تبحث عن الأشجار التي سُلبت من الزيتون والتين. وجدي وجدتي على حافة الموت سائرين. ولكن هذه ليست معاناتي، إن معاناتي أكبر من هذا بكثير، فالوحوش تحاصرنا من كل الاتجاهات ومن كل الخيمات. والقصف دائم ليل نهار. والقتل صار عادة عندهم يُجْرونها على الأطفال. والاعتقال صار حجة على أهل الحق والثوار. ولكنّ شعبي صامد رغم ما رأى وتألم . فلقد رأت عيوننا وعانت أجسامنا ما لم يره ولم يعانه أحدٌ من شعوب العالم من قبل، ولكننا نقدم التضحيات فداءً للوطن المبارك . وسنبقى نواجه الظلم والظلام والأسلحة المتطورة بالحجر الذي سنحرّرُ به بيت المقدس من دنس المستعمرين ، ومن أيادٍ قذرة تلطّخُ ترابه الطاهر. نحن أطفال فلسطين الأبرياء نبحثُ عن السلام.